خيط رفيع جداً
؟
التوازن أو توازن الحياة هو التعلم والتدرب والتكيف على أن تتوازن لتوازن الأمور بعلم ومقدره وعقل سليم؟ كيف؟.
من هذا المدخل الحياتي لعملية التوازن؟ أجد نفسي أمام موضوع كبير وشائك بل خطير جداً لحد فاصل وربما يكون مفترق طريق أن تجد نفسك؟ أما تكون فاسداً؟ وأما تقبل بأي شيء لتموت أو تعيش هكذا "مترادفان"؟ كيف ولماذا؟ لا نستطيع أن نغلق العين عن هذا الفساد أو الفاسد؟ وإن وجدنا بعضنا قد أغلق عيناه وقلبه وقبل بهذا الأمر؟ وتقبل الفساد والفاسد بل قدره واحترمه؟ ونكتشف كأن شيء لم يكن؟ بل أمر وحدث عادي جداً وعليك أن تقبل به؟ والمصيبة وإن كان رمزاً للحياة أو للعلم وطبيباً ومعلماً أو أحد الوالدين أو كلاهما؟ وربما لا بل أكيداً نجده وزيراً وذي شأن؟ هنا وهناك وكان الله بالسر عليماً؟
الفساد.... كيف لها أن تتوازن حياتنا والفساد يحيط بنا كالأخطبوط؟ بل أصبحت الحياةُ من غيره لا تتحرك وأحيانا؟ لتعيش عليك أن تكون فاسداً أو تتبرع وتنقذ وتمدح فاسداً أو تشارك وتأكل وتجامل وتصاهر وتعاشر وتقامر وتعاقر وتنام مع فاسداً لكي تعيش ويكون لك يوماً أخر وجديد؟ وأيضاً حتى يقبل بك الآخرون بينهم ومن جنسهم؟ وألا تكون أحسن منهم أو من غيرهم؟ كيف؟
وأحياناً وربما كثيراً تنام صحيحاً سليماً معافى؟ لتستفيق وتجد نفسك فاسداً؟ كيف؟
لتتنفس هواء صحياً عليك أن تدفع أكثر وأنت في بلدك حتى تحصل على هذا الهواء؟ ولتأكل جيداً عليك أن تدفع أكثر وأنت في بيتك حتى تأكل ربما طعاماً به شيء من الصحة وخالي من الجراثيم؟
لتسافر عليك أن تسرق أو ترتشي لتقدر على مصاريف وتذاكر السفر؟ ليدرس أبنائك بالجامعات؟ عليك أن تكون من عائله كبيرة وغنية؟ أو تعمل عاهراً لكي ترضي ذاك وهذا وتأتي له ما أنزل الله من سلطان وبنات ليل وربما أصبح هناك بنات نهار ونحن لا ندري؟
لتقول كلمة الحق؟ أولاً عليك أن تضع حِذَاءَ بفمك ومن ثم عليك أن تمدح هذا وتجامل هذا وترفع من شأن هذا وتقول عنه وله يا سيدي أو يا مولاي أو يا بيه وتعظم وتفخم وتبحث عن كلمات ومرادفات لتجد ما يرضي هذا وذاك؟ ومن ثم يجب أن يكون كلامك بعيداً عن كل هؤلاء والرئيس والحاكم والقائد وهذه وتلك وهو وبعدها قل ما تقول؟ لم يبقى إلا أنا وأنت؟
ولهذا يجد البعض بهذه المقولة شيء من التنفس؟ "إن كان لك عند الكلب حاجة؟ قول له يا سيدي"
عجبا كان الفساد ربما ليس بالبعيد من هذه السنين مقتصراً على الرجال أكثر؟ لكن هذه الأيام أصبحت المنافسة قوية وكبيرة وشديده وكبرت الأسماء ما بين الرجال والنساء؟ وأصبحوا بكل مكان وخصوصا هذه الأبنية المحصنة بالحراس؟ أظنهم أنياب؟ لا نواب؟ أخطأت ببعض الحروف؟
وهناك أمر آخر عجيب وربما أكثر تعجبا مما ذكرته فوق؟ هل تصدق أيها المواطن الحر أن هناك فساداً ما بين هؤلاء المفسدين بالأرض وانتشروا بالفساد وعاثوا بالأرض فساداً؟ نعم هناك بينهم من أشد فساداً ومن أعظم قدرةً على الفساد والتحكم بالمفسدين الآخرين؟ وكأن أصبحت لديهم دولةً وشعوبا؟
وهل تعلم يا أخي لا يستطيع فاسد عادي جداً أو حديث عهد بالفساد أن يلتقي ويجتمع مع رؤوس الفساد وتيجان الفساد؟ عليك أولاً أن تجتاز السكرتير الأول والثاني والثالث؟ نسيت كم أصبح عددهم الآن؟ وربما تكون صاحب حظ إن صادفت زوجة أحدهم؟ وأعجبتها؟ سوف تصل باكراً وبسرعة البرق؟ ومعاك توصيةً؟ يا نيالك يا عم!!!
ولهذا وجدت حتى أكون أكثر مصداقية وشفافية وأكون منصفاً لهم؟ طبعاً لأصحاب المعالي والرواد والمديرون والأساتذة حتى لا أظلمهم وأجعل بعضهم مع من أقل منهم فساداً؟ نسيت أن أقول لكم هذه الكلمة لها مرادف أخر "شطاره" وحرك حالك يا شاطر؟
ولهذا أصبح التعليم والتدريب لأبنائنا وموظفينا بكل الأقسام ولكل المراحل على الشطارة وفن الشطارة وكيف تصبح شاطراً؟
جميلٌ جداً أن أوجدوا لها مرادفاً وأصبحت أكثر قبولاً وأكثر تعارفاً بين الناس؟ حتى لا نظلم البقية؟ وأقصد الغير شاطر؟ الكسول؟ الرخم؟؟؟
وأعود لكي أكون صادقاً وشفاف معهم "الشاطرين كثير" أو الفاسدين؟ حاولت أن أبحث لأجد تاريخ الفساد قديماً؟ ولأعمل مقارنة ولو جزئيه؟ حتى أتوصل كيف تطورت وتطورنا وأصبحنا فاسدين كلنا ومن غير أن ندرك؟ هذه تكنولوجيا أن تصنع أشياء من غير أي شيء أو كلفه أو مصنع؟ ولا حتى مراكز تأهيل وتدريب؟ ويكون التدريب والتعليم ذاتي ومتوارث جداً من حيث المناصب الإدارية لتوارث أجيال الملوك والإمبراطوريات وتوارث الأبناء؟ وأخيراً توارث السكرتيرات؟ وسيطرتها على الصبي أو عامل التنظيف؟ "OFFICE BOY" ؟
ومن خلال البحث الطويل وجدت ما يلي هناك "فرصة في محاربة الفساد التكنوقراطي عن طريق التعاون مع البيروقراطية التقليدية".
وهناك مفهوم جديد من خلال الاقتصاد الجديد ليساوي بين الرشوة والبيروقراطية من منظور الضرر العام؟ بعد أن حدث طبعاً؟
وكان هناك لأحد الأبحاث على المستثمرين والدولة والقطاع والحكومي والخاص أن يعملوا على تنظيف "الأمخاخ" لتوافق تحرُّر التطلعات مع صادق واقع المتعاطيات، يعجِّل من وفرة تسريع "غسيل الأمخاخ" لنجعل المصلحة الخاصة فوق المصلحة العامة، وتضيق دائرة الفساد؟ ضمن نظم قابلة للتطبيق ونافذة للتوافق مع فلسفة الاقتصاد الجديد.
والمضحك أن نجد إعلامنا المرئي والصحفي يركز أكثر على الفساد الغربي وخارج نطاق أسوارنا وحياتنا؟ وكأننا بريئين منه جداً ولا يوجد عندنا ولا حتى فاسد واحد؟ ربما أكون مخطئ؟
ومن خلال البحث العنكبوتي وجدت أن الفساد وهذا الفساد المتنوع بتنوع واختلاف الدول وثروات الدول واختلاف المكان والزمان والأرض؟ وجدت الفساد الإداري والمالي وكم هو أصبح من سمات العصر الديمقراطي؟ وما شاء الله كل بلادنا وبيوتنا العربية أصبحت ألن ديمقراطية؟ أعوذ بالله من الحسد؟
بل لم تتوقف عند الديمقراطية؟ بل أصبحت هناك العولمة والمباهاة والمفاخرة والاستعلاء والتنافس وكل هذا من أجل ماذا؟ أن نأخذ من الفرد الفقير المواطن الكسول المسكين قوته من بيته ومن أفواه أبنائه؟ لماذا؟؟؟
واكتشفت أيضاً أن الفساد ليس مجرد اسم ومكاسب بل آفة وآفة الشعوب حديثاً وقديماً؟ وهو أيضاً وليدة الكثير من القرارات السياسية والقانونية والسلطة التنفيذية وغياب مبدأ الثواب والعقاب مع تفخم فساد القضاة والقضاء؟ انتهينا بعد هذا؟
إن المال العام إن لم يحصن ويراقب سيكون مصيره النهب والسلب تحت اسم القانون وسيد المجتمع النائم منذ دهر؟ ومقولة تقال حِينئِذٍ مصلحة الوطن فوق أية مصلحة والمواطن أغلى ما نملك؟ كيف وهذا الفساد منبعه عليَّة القوم والمتنقذين والمسؤولين؟ هنا تكمن الكارثة الكبرى؟
وكم من دول وممالك وإمبراطوريات دُمرت وأبيدت عن بِكر أبيها بسبب الفساد....!! والسبب لأن الفساد سم ناقل قاتل يتنقل ويسري في مفاصل الدولة كسريان النار بالهشيم؟
ومن أسباب الفساد الكثيرة...الثراء والترف وغياب الرادع الأخلاقي والقيمي والروحي وغياب العدل في المجتمع الكبير والصغير وما بين الناس وأفراد المجتمع الواحد والمشترك؟ حتى لا يصبح الحق باطلاً والباطل حقاً؟ وتختفي شمس الفضيلة ونور القيم وتكبر المجتمعات العارية ويكبر بها ويكون بها حالات من اليأس والإحباط والقنوط لنجد فيما بيننا فقدان للثقة وهشاشة بين العلاقات الاجتماعية والسياسية والإنسانية وبين أفراد المجتمع الواحد؟ وكل ما ذهبت إليه نتاجاً لِما أسلفت لاحقاً فساد السلطة التنفيذية "القضاء" وغياب مبدأ الثواب والعقاب؟
إذن لابد أن يكون هناك رادع لهؤلاء المفسدين وأن يكونوا عبرةً للآخرين ويضربوا بيد من حديد لكل من تسول له نفسه أن يمس المال العام ومال الناس؟
ولابد أن يكون هناك تطبيق للقوانين واللوائح والنظم على كل المخالفين مهما كانت مكانتهم دون تميز أو تفاضل؟ لإرساء قواعد أي دولة ومؤسسة؟
إذن من كل هذا يجب علينا أن نعرف جميعاً أن الدولة هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن تجفيف منابع الفساد أياً كان مصدره قبل أن يتفشى الداء ويستعصي الدواء..
من هنا وأن ندرك أهمية مكافحة الفساد لأنه وراء كل ساقطة لاقطة؟ وقطع دابر الفساد والمفسدين هو رأس الحكمة والعقل.. أما الصمت المطبق أو التستر عليه رأس كل فتنة بل هو هلاك للحرث والنسل؟ ولن ينفع الندم..
والقرآن الكريم يصف لنا مصدر الفساد في قوله تعالى: «وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا»..
وأخيراً أرجع لأول الموضوع ومن الخيط الرفيع؟ علينا أن نتزن جيداً وإن أحاطت بنا كل أنواع ومصادر الفساد والمفسدات والمفسدين وإن كان هذه الخيط الرفيع جداً؟ المتعلقين فيه جميعاً ومن أراد منا أن يعيش بسلام....عليه أن يتثبت جيداً وأن يتوازن جيداً حتى لا يقع ونقع معه؟
"وتكون النهاية ونهاية كل شيء نبيل وسامي ومثال للشرف والقيم والدين"