ستجدونها خاطرة أقرب إلي قصة قصيرة ولكني فضلت وضعها هنا و أتمني أن تنال إعجابكم .
وصدقوني باءت كل محولاتي لتلوينها باللون البنفسجي بالفشل فاحتملوا.
*- كان حقا ما قد قيل عن أنه يجب علي المرء أن يشاهد ، ويري ، ويشارك في التخفيف عن معاناة الآخرين ; لأنها في الأصل معاناته .
*- كنت هناك أبصرت ، وأدركت .
كنت أراهم يعدون في كل مكان جيئة ، وروحة باذلين أقصي جهودهم في إنقاذ كل ما يمكنهم إنقاذه .
رأيت علي وجوههم ملامح اليأس حينا ، والأمـــل حينا ، والهلع أحيانا أخر. ولكن كان أبشع ما رأيت ملامح العجز تحفر أخاديد الحزن غائرة في وجوههم عندما يفشلون في إنقاذ أحدهم ، مع تسليمهم بقضاء الله .
*- حقا كنت أشعر بغصات حلوقهم في حلقي ، و بمرارة الفقد فيها كما لو كان الفقيد أخا ، أو قريبا .
*- ولكن كيف لا يكون كذلك والدماء في عروقه تجري في عروقنا . تندفع من قلب واحد إلي جسد واحد نحن أعضاؤه .
*- ولكن ما كاد أن يوقف الدماء في عروقي حقا : كان مرآها .مرأي أمـــل : طفلة جارتنا والتي كانت هي الأمــــل .
رأيتها ترقد هناك بلا حراك ، وحولها منهم ستة .
فزعت وارتجف قلبي عندما أبصرت تلك النظرة التي علت وجوههم فهي نظرة عرفتها وألفتها من طول بقائي هنا .
لاااااااا .حتي أمـــل تلك الطفلة الطاهرة طالتها اليد الغادرة . طالت هذا الملاك البرئ . طالت رمز النقاء والطهارة و ...... الأمـــل .
*- رأيت يدها تتدلي جوارها في إنهاك ممسكة بيدها الدقيقة دميتها الممزقة . لا تريد إفلاتها ، وكأنها عالمها كله .
تتشبث بها في إصرار و كانها الحياة ذاتها .*- أسرعت نحوها وقد سبقني قلبي ، ومسدت علي شعرها المنسدل بحنو ، فإذا بها تفتح عينيها في إنهاك وتنظر لي نظرة
أودعتها كل ما كان يعتمل في نفسها من مشاعر تربطها بعالمنا السجين . نظرة لن أستطيع نسيانها ما حييت ، وهمست في أذني ، وقد سمعت أفكاري .
*- دائما ما وجد الأمــــــل ، وقد خلق ليبقي ، ويدوم ما شاء الله للدنيا أن تدوم ، ومع كل زوال لأمـــــل : يولد أمـــل جديد .
ثم أسبلت جفنيها في راحة ، وكأنها قد أنهت ما كلفت به ، وأوصلت الرسالة ، فأسلمت لبارئها الروح.
*- وهنا .... وهنا فقط أقسمت علي الإنتقام ، وعن البحث عن الوليد الجديد (الأمــل) .
*- وقد علمت أنه حقا دولة الظلم ساعة [color:5623=red:5623]، ودولة الحق إلي قيام الساعة .
عبق الماضي
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قديييييييييير .