طبيب الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
طبيب الشعر

منتدى يهتم بالشعر والادب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المنظر التاني من مسرحية صلاح عبد الصبور

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد الرسائل : 16
تاريخ التسجيل : 22/08/2007

المنظر التاني من مسرحية صلاح عبد الصبور Empty
مُساهمةموضوع: المنظر التاني من مسرحية صلاح عبد الصبور   المنظر التاني من مسرحية صلاح عبد الصبور Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 04, 2007 6:58 pm

لمنظر الثاني[/ALIGN] الفصل الاول

حول مائدة الاجتماعات - بروفات تمثيل[ الأستاذ ـ سعيد ـ زياد ـ حسان ـ ليلى ]





**الأستاذ :

والآن

دورك يا ليلى

لم نتقنْ هذا المشهدَ بعدْ

**ليلى :

أحقا حبيبَ القلبِ أنت بجـانبي أحلم سَرَى أم نحن منتبهانِ
أبعْدَ تراب المهد من أرض عامرٍ بأرض ثقيفٍ, نحن مغتربانِ


**الأستاذ :

حسنٌ جدا

فى كلِّ امرأةٍ عاشقةٌ بالفطرة

**زياد :

وممثلةٌ بالفطرةْ

**ليلى :

خير لكَ أن تُتقن دوركْ ..

**زياد :

لا أعرف لي دورًا حتى الآن

شبح يبحث عن جسمٍ يسكن فيهْ

فى لعبتنا, أنا ظلٌّ أو راويةٌ يحكي ما أنشده صاحبُه الموهوبْ

أما في لعبتنا الكبرى , ما يدعوه العقلاءُ

حياة أو أياما أو مستقبلْ

فأنا .. أنا لاشيء

رجل يهرب من صورة طفل

**حسان :

سيذكّرنا بطفولته التعسهْ

مجروحٌ يستعرضُ جرحَهْ

**زياد :

أرجوك

دعني أستعرضْ جرحى , لكن لا تستعرضْ أحقادك

**حسان :

أحقادي ?.. هه

إني أرثي للضَّعْف وللضعفاء

تُغني نفسي كلمات الذِلّهْ

لا تنسَ أن تستجدي بالفقر كما تستجدي امرأة بالعرُى

انظُر يا سيّد

ثوبي ممزوق يكشف عن إبطيْ نهديّْ

هَلاَّ لملمت الثوبَ بقرشٍ أو قرشين

وكأنكَ مثل المرأهْ

لا تستجدي قرشاً, بل تستجدي تبريرًا للهاوية المنتظرهْ

يوما ما ستخون لأنك مملوء بالضعف

**زياد :

بل أنت

يوماً ما ستخون لأنك مملوء بالحقد وبالبغضاء

**الأستاذ :

أوه, كُفّا عن هذا , لِمَ لا تصفو نفسُكما

لا . لن يهوي أحدكما في قاع الوحلْ

ستظلان شريفين

حسان وزياد وجهان لشيءٍ واحد

المبدأ إذ تفنى فيه النفس وتتصوف

قد يصبح دمعهْ

أو يصبح خنجرْ

لكن ما أحوجنا للحبّ

ما أحوجنا أن نسمع كلمات (بريخت) الطيب:

(أنا حين أردنا تمهيد الأرض لينبت فيها الحب

ما استطعنا من وطأة ميراث الماضي ..

أن نعرف حُبَّ رفيقٍ لرفيقه ... )

**حسان :

هيه يا أستاذ

الحبُّ ... الحُبّْ

لن يصنع مستقبلَ هذا البلد الحبُّ المتأوّه

بل يصنعه العنفُ المتلهّب

مجموعة أشعار بريخت ورفاقه

من جوته حتى آخر ثرثارٍ عرفته اللغةُ الألمانيهْ

لم تمنع شرذمةَ النازيهْ

من أن تتربع فوق كراسي السلطهْ

**الأستاذ :

لكنَّ النازيةَ سقطتْ يا ولدي

**حسان :

لم تسقُط بالكلمات

**الأستاذ :

يا ولدي

تاريخ الإنسان صدَي خفقاتِ القلب الملهمْ

لا تاريخ القفازات السوداء وحمامات الدمْ

والآن ...

لنعُدْ لروايتنا

كم كنتُ مصيباً حين تلمّست سبيلاً كي نتلاقى في دائرة الفن

لكني كنتُ مصيباً أكثر

حين اخترتُ لكم هذا العمل الفني

( مجنون ليلى )

والآن

هات حديثَ الحُبّ

قل يا سعيد

( تعالى نَعِشْ يا ليلَ )

**سعيد :

تعالى نعِشْ يا ليلَ في ظل قفرةٍ من البيـد لم تُنقَل بها قدمانِ
تعـالى إلى وادٍ خليِّ وجدْولٍ ورَنَّةِ عصفـورٍ , وأيْكةِ بانِ


**الأستاذ :

لا

غمغم بالكلمات كغمغمةِ النيرانِ إلى العشبْ

أرجحْ صوتَكَ , حتى يتمزق بين الجهرِ وبين الإيماءْ

حَبِّلْ وقفاتِك بالمعنَى , أثقلْ قافيَة الأبياتِ بألوان الإيحاءْ

هات من القلب , وقُل :

تعالىْ نعِشْ يا ليلَ في ظلّ قفرةٍ من البيـد لـم تُنقَل بها قدمانِ
تعـالى إلى وادٍ خلىٍّ وجدول ورنّة عصفور , وأيْكةِ بـانِ


ماذا تبغي من ليلى في هذه الكلمات

إنك تبغي منها أن تكسرَ قشرَ مخاوفها , تخرج منه المرأة طفلهْ

متسربلةً بالشهوةِ والصمتْ

تتبعُكَ إلى جزر الحب الملعونْ

الجزرِ المتوحدةِ على أطراف الكون المنسيّهْ

أو ترقدَ تحت جناحِكَ ناشرةَ الشَعر كجنّيهْ

فى تابوت اللذةِ والموت

إيــــــــه ... قُـــــــلْ

**سعيد :

تعـالى نعِشْ يـا ليـلَ فـي ظـلّ قفرةٍ مــن البيـد لـم تُنقَـل بهـا قدمـانِ
تعــالى إلــى وادٍ خــليّ وجـدولٍ ورنــة عصفــورٍ , وأيْكَــةِ بـانِ
تعــالى إلـى ذِكْـرِ الصبـا وجنونـهِ وأحـــلام عيشٍ مــن ددٍ وأمــانِ
فكـم قبلـةٍ يـا ليـلَ فـي ميعة الصبا وقُبـل الهـوى ليسـتْ بـذاتِ معـانِ
أخذنــا وأعطينــا إذ البُهـمْ تـرتعي وإذ نحــنُ خــلف البُهْـم مسـتترانِ
ولـم نـكُ نـدري قبـل ذلك ما الهوى ولا مــا يعــودُ النفس مـن خفقـانِ
منـى النفس ليـلى , قرِّبي فاكِ من فمي كمــا لــفَّ منقاريهمــا غَــرِدانِ
نـذُق قبلـةً لا يعـرف البـؤسَ بعدها ولا السَّــقَم روْحانــا ولا الجسـدانِ
فكــل نعيــمٍ فـي الحيـاةِ وغبطـةٍ عـــلى شــفتينا حــين تلتقيــانِ
ويخــفق صدرانــا خفوقـاً كأنمـا مـع القلـبِ قلـبٌ فـي الجـوارحِ ثانِ


[ صوت من الخارج ]


**حسام :

هـــل أدخـــل يــا ســادهْ ?

**ليلى :

هــــذا صــــوتُ حســــام

[ يدخـــــــل حســــــام ]

**الأستاذ :

أهــــــــلاً بحســـــــام

[ يعانقــــــــــــــــه ]

وأخــــيرا عــــدتَ إلينــــا

دعنـــــــي أنظـــــــرك

دعنـــي أمـــلأ عينــي منــك

فلكـــــم كنــــا نفتقــــدك

كــــــــل الـــــــزملاء

مـازلتَ كمـا أنـتَ ضحوكـاً وسميناً

لـــــــم تركـــــــوكْ ?

هـــل ضـــاقوا بطعـــامِكْ ?

**حسام : (وهو يصافح الآخرين معانقاً )

بـل لـم يجدوني أهلاً للسجن فطرودنى

واعتذروا عن غفلتهم إذ حبسوني شهرين

لمـا وَجَـدُوا الثـورة تشـتعلُ بـدوني

**الأستاذ :

هــذا آخــر مــن وفَــدَ إلينــا

ســـــــعيد .. شــــــاعر

**سعيد :

أهــــــــلا بــــــــك

**حسام :

أهــــــــــــــــــلاً

لـــــم أقـــــرأ لـــــكْ

لكـني ـ وأعـاهدكم ـ سـأثقِّفُ نفسى

أهــــــــلاً ليــــــــلى

قد زدتِ جمالاً حتى أصحبتِ مثالاً للحُسْنْ

**ليلى :

شــــــــــــــــــكراً

**الأستاذ :

حدثنـــا عمـــا فعلـــوا بــك

**حسام :

كــــــــانوا رفقـــــــاء

أخـــــــــــــــــــــذوا مني الساعةَ والنظاراتِ , ووضعو

حـتى أحيا في ظلماتِ العصر الحجريّ

فــــــــــــــــــأقدِّرُ حينَ خروجي ما منحوه للو

إذ نقلوه من ظلماتِ العصر الحجريِّ إلى بهجةِ عصرِ الشرطهْ

**الأستاذ :

يــــــــا أصحـــــــابي

يكـــفي هــذا التــدريبُ الليلــه

ولنحـتفل الآنَ بعـودة جـندىٍّ غـائبْ

هيـــــــا ... هيــــــا ...

فحســـامٌ قـــد عـــادَ إلينــا

**حسام :

أعَـــلَى ثقـــةٍ يـــا أســـتاذ

أنّ رجـوعي يسـتأهلُ أن تحتفلوا بِهْ ?

**الأستاذ :

هـــل فـــي ذلــك شــكّ ?

**حسام :

بـــلى .. فــي ذلــك شــكّ .



[ ستار ]






المنظر الثالث


[ غرفة التحرير ـ ليلى وسعيد ]


**سعيد :

ليـــــــلى أرجـــــــوكِ

لا تلتصقي بالصمت كما يلتصق اللبلابُ

الخــــــائفُ بالشــــــجرهْ

هــل كــنت تحــبين حســام ?

فلقــد أنهكـني شـهران مـن الشـك

منــذ بدأنـا التـدريب عـلى الأدوار

**ليلى :

شـبعت نفسـي مـن هـذا الاستجواب

لاَ , لـــــــن أتكـــــــلم

**سعيد :

بـــل قـــولي مـــا شــئت ,

فعنـــــــــــــــــــــدي القدرة حتى أن أسمع وقع

قـــــــــــــــــولي ,

لـــــــــــــــــــــن تجديني بركةَ ماءٍ راكدةً تطوى في

ما تلقف صفحتها من خبث وطحالب عكرهْ

بـل تجـديني بحـرًا , لا يتعكّـر أبـدا

يتمخَّـضُ فوّارًا حتى يلقى في الشطئان

مـا تلفظَـهُ دوامـاتُ الماء من القيعان

حـــــــــــــــــــــتى يهلكها وَقْدُ الشمسِ وتذروها ال

قـــــولي مــــا شــــئتِ

وسأِنســـاه كــأني لــم أســمعه

ســـــــــــــــــــــأطهِّرُ أذنى منه كما

إذا نطقــــــــــــــت ..

لــــم تغفــــل شــــيئاً ..

قــــــــــــــــــولي

**ليلى :

ســــــــــــــــــعيد

مـــــــاذا تبغـــــــي ?

**ســـــــــــــــــعيد :

لا أبغــــي إلاّ مــــا كـــان

**ليلى :

بـل إنـك تبغي أنْ تُثبت شيئاً في نفسك

فـــــــــــــــــــــى نفسك ماء عكر تبغي

**سعيد :

ليـــــــلى .. أرجــــــوكِ

لـن أسـأل ثانيـة فـي هذا الموضوع

فلندفنـــــــــــــــه الآن

لكـــني أبغــي أن أتلمس جســده

أن أخنقه بيدي إن كانت ما زالت فيه حياهْ

أو أن يفنى في النور إن كان مجردَ شبحٍ أجوفْ

يتســـكع فــي ظلمــات الشــكّ

ليــلى .. هــل كــان يُحِــبّكْ ?

**ليلى :

لا أدري .. كــــان يغــــازلني

**سعيد :

بالكلمـــــــــــــات .. ?

**ليلى :

مــــاذا غـــير الكلمـــات ?

**سعيد :

مثـــــــــــــــــل ?

**ليلى :

لا أذكـــــــــــــــــر

**سعيد :

هـــل كــان خــفيف الظــل ?

ويغني أحياناً

**سعيد :

لا يبعث أنغاماً إلا القصب الأجوف

هل أحببتهِ ?

**ليلى :

أوّل رجل غازلني

**سعيد :

ماذا أعطيتِهْ

**ليلى :

بعض الودّْ

**سعيد :

أين ?

هل أبْحَرَ ودّكما فوق سريرهْ

أم أغفى تحت سلالم بيته

وهل استفتح ودّكما ملهاة الحبِّ ببعض النكتِ القذرهْ

**ليلى :

أوه , سعيد

أرجوك

إما أن تسكت أو تتركني في حالي

**سعيد :

لا أقدرْ

**ليلى :

تعلم أني لم يلمسني أحد حتى الآن

صدقني , إلا إن كانت نفسك تتلذذ بالشك

كما يتلذذ خفاشٌ بالدمّْ

صدقني, أرجوك

كنت كأني أنتظرُكْ

حطّتْ عينايَ التائهتان على وجهكْ

كالطيرِ الهائمِ في الآفاق إلى أن صادفَ عُشَّه

ليلى والمجنون

هذي المأساة الحلوهْ ,

شهران من التدريب ,

رجرجةٌ في صوتك حين تناديني ..

كيْ أتبعك وأترك ماضيَّ كما تترك لؤلؤة علبتها السوداء

كي تبرز للشمس وللنور

صدقني

إنّ حساما لا يعني عندي شيئاً

لمّا غاب قليلاً

نزلق على ذاكرتي مثل الغَبَش على سطح الكأس الملساء

**سعيد :

ليلى

إنى رجل مرهَقْ

جاوزتُ العشرين ببضع سنين ,
لكني أشعر أني متغضّنْ

لا , وجهي , بل أعصابي وخيالي ودمائي

لا أبصر نفسي , بل أبصر مخلوقاً معروقاً هرماً

تتوكأ كتفاه على أقربِ حائط

ليلى

إنى أتعلق من رُسغي في حَبْلين

الحبلان صليبي وقيامة روحي

الحرية والحب

والحريةُ برقٌ قد لا يتفتّق عنه غيم الأيام الجهِمهْ

برْقٌ قد لا تبصره عينايَ , وعينَا جيلي المتْعَبْ

لكنَّ الحبَّ يلوحُ قريباً مني

ليلى

هل تدرينْ ?

ما معنى أن يمنح رجلٌ لامرأةٍ قلبَه ?

رجلٌ مثلي جافٌّ كالصبارْ

لا يملك إلا هذي الزهرهْ

**ليلى :

سعيد ... أرجوك

لا تجعلني أبكي

كم يسعدني حبك لي

كم يسعدني حبي لك

**سعيد :

حبّك لي

ماذا يعني الحب لديك ?

فلقد أصبح لفظا من كثرة ما يعنيه .. لا يعني شيئا

**ليلى :

لا تُدْخِلْني في تيهِ التفكير المعتمْ

دعني أتحدث عنه بإحساسي المفعمْ

لا معنى للحب لديَّ بدونكْ

أنت الحبّ

يبدو لي أن المرأة لا تعرف معنى للحب بدون المحبوب

ما أعرفه أني حين أراك

تلتف حواليك عيوني كالخيط على المغزل

ما أعرفه أني أتخيّلك كثيراً , في وحدتي الرطبهْ

أحيانا أتخّيلك كما أنت

وكأني أرسم صورتك بأنفاسي

جبهتك المشرقة الصلبهْ

عيناك الطيبتان المتعبتان , وإرخاء الهدب المثقلْ

خداك المنحدران إلى ذقنك

شاربك المهمل

كفاك المتكلمتان , وعيناك الصامتتان تنيران وتنطفئان

مشيتك المرهقة المتماسكة الخطوات , كمشية جندي بين قتالين مريرين

**سعيد :

هذا ليس أنا

هذا الرجل الملتف بجسدي

**ليلى :

أعرف أيضاً روحك

أعرف ما يثقلها أحياناً , ويميل بها نحو كآبة مغربها الداكن

أعرف ما يُسكرها أحياناً , ويؤرجحها في رغوة نور الفجر

**سعيد :

حقا يا ليلى تدرين شقائي

**ليلى :

وأقدّسه وأباركه يا حبي

وسأحمله في صدري طفلا منك

**سعيد :

أوه

ليلى .. ليلى

[ يتقدم نحوها ]


[ يدخل زياد وحنان ]


**زياد :

هل هذا في الدور ?

**سعيد :

أهلاً بكما يا أكبر كتّاب العصر

ماذا أبطأ بكما اليوم ?

**حنان :

كنا نجمع مادة موضوع عن سيدة بارّهْ

كاملة الأوصاف

مُثرية وجميلة

ومثقفة أيضاً

وتحب الموسيقى

لكن هذا كلّه

لا يشغلها عن واجبها في عمل المعروف

فهي تحب الأيتام وترعاهم , حتى تضمن مقعدها في الجنّه

**زياد :

ولقد ضمنتْ مقعدها في قلبي

أرأيت إذا طرحت معطفها فوق الكرسي الأزرق

والتفّت فيه شامخة يتألق مرمرها المشرق

كانت كبنفسجةٍ شبعت من وهج الشمس

واسترختْ إذْ خزنَتْ منه مايكفيها

كي تعكسه حين تشاء

**ليلى :

يبدو أنك أُعجبت بها

**حنان :

ثوري ومنافق

ينسى مبدأه .. في خُفَّيْ أولِ أنثى يلقاها

**زياد :

لا بل قد خالجني إحساس طبقي

**سعيد :

ماذا ?

**زياد :

قلت لنفسي

ماذا لو تلمس كفيّ الخشنه

هذا الجسدَ الشمعيَّ المتألق

حتى يتفتح لي كخليج ينتظر المركب

ماذا لو انتقِمُ لجمْع الفقراء المرهق

من عِزّة هذا التمثال الشاهق

**حنان :

ولماذا لم تبذل جهدك ?

**زياد :

انتابني الخوف

**حنان :

منها ?

**زياد :

بل منْكِ

**حنان :

بل أنت منافق

تبغي أن تُلبس إحساسك

ثوباً مسروقاً من أكفان الأفكار

وعلى أية حال , فلتسمع هذي الكلمة ولتتدبر معناها

لا يعنيني ما تفعله في شيء

بل إنك ـ شخصّيا ـ لا تعنيني

هيا لنُعِدَّ الموضوع

[ يتجهان إلى أحد المكاتب, ويبدآن إعداد الموضوع. بينما تدخل سلوى وحسان. ويتجهان إلى أحد المكاتب وهما يذرعان الغرفة, وحسان يستأنف حديثه ]


**حنان :

لكني لا أتصور

أن فتاةً متقدمةَ الفكر

تعترف لقسيسٍ أو توقد شمعاً للعذراء

**سلوى :

ماذا في ذلك ?

**حسان :

إنّا لا نحتاج ...

بل نحتاج إلى القوهْ

**سلوى :

إني ألتمس القوة من ديني

**حسان :

التمسيها من داخل نفسك

**سلوى :

لا وقت لكي أشرح لك

[ يدخل الأستاذ ومعه حسام ]


**الأستاذ :

ما هذا اليوم المشرق

كل اثنين على جانب

أقول صباحَ الخير

أم أتفاءل, وأقول

صباحَ الحب

**حسان :

أهلا يا أستاذ

**الأستاذ :

ما دمتم قد أصبحتم إلفاً وأليفة فلقد أصبحت الحفلة لا جدوى منها

**زياد :

لا ... لا تتفاءلْ يا أستاذ

ما زلنا ننتزع الأشواكَ من الورد

نحتاج إلى بضع بروفات أخرى

**الأستاذ:

لا ... فلقد قادكم التمثيل إلى الواقع

والواقع أكثر صدقا

**حسام :

أو أكثر تمثيلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://poetman.ahlamontada.com
عبق الماضي




عدد الرسائل : 35
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 26/08/2007

المنظر التاني من مسرحية صلاح عبد الصبور Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنظر التاني من مسرحية صلاح عبد الصبور   المنظر التاني من مسرحية صلاح عبد الصبور Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 04, 2007 7:59 pm

يااه لم أقرأ مسرحية من قبل شوقتني إلي إنتظار فصولها مثل هذه فأرجوككم لا تتأخروا علينا بفصولها الباقية.

أختك :

عبق الماضي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المنظر التاني من مسرحية صلاح عبد الصبور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طبيب الشعر :: المكتبة الأدبية :: روايات ومسرحيات عربية-
انتقل الى: